Friday, November 21, 2008

ثيودور هرتزل ....مؤسس الصهيونية الحديثة


اخى القارىء ليس من الممكن ان تهزم عدو لك دون ان تعلم كيف يفكر وكيف يصل الى اهدافه لذا سنقدم نموذج صغير وهو ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة
يعتبر تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة ومجمع اليهود حول هذه الفكرة (الصهيونية)

ولد هرتزل في مدينة بوست التي اتحدت مع بودا في عام 1872 لتكون عاصمة هنغاريا (المجر) بودابست وقد أطلق عليه والده اسم بنيامين زيف، وقد كانت عائلته من الطبقة المتوسطة التي اتخذت من العادات والتقاليد الإصلاحية اليهودية نمطا لحياتها. كما كانت عائلته من وسط أوروبا من أصل سفاردي من ناحية والده، وكان جده لأبيه أرثوذكسيا بمعنى الكلمة، وعندما توفي الجد كان هرتزل في التاسعة عشرة من عمره، وقد أثر الجد في حياة حفيده تأثيرا غير مباشر.

في الثامنة من عمره سجله والده عضوا في جمعية يهودية وكان من عادة اليهود تسجيل أبنائهم في هذه الجمعية في سن مبكرة حتى يصبحوا أعضاء عاملين فيها.

وكان هرتزل متأثرا جدا بأمه التي وجهته للاهتمام بالتراث والثقافة الألمانية، ولا شك أن ثقافته العبرية ظلت مؤثرة فيه تأثيرا غير مباشر لم يظهر إلا عندما توفرت العوامل التي أزاحت الغطاء وأبرزته للعيان.

كان هرتزل متأثرا جدا بفكرة المسيح المنتظر، كما كان مثله الأعلى في التقدم العلمي (فردناند دليسبس)، الذي حفر قناة السويس.

عندما بلغ هرتزل الثامنة عشرة من عمره انتقلت عائلته لفيينا ليلتحق هرتزل بجامعتها، وفي فيينا أصبحوا من الأغنياء في حي اليهود. وهناك درس القانون وحصل على الدكتوراة في القانون الروماني عام 1884 وفي ذلك الوقت كان هرتزل بعيدا عن اليهودية حتى قال بعض الكتاب عنه أنه كان يريد أن يتعمّد لولا خوفه على شعور والديه واحترامه لهما.

ترك هرتزل وظيفته القضائية في عام 1885 واتجه إلى الأدب وذلك لاهتمامه بالأدب ولأنه كان يعلم أنه كيهودي لن يصل إلى المناصب العليا وأصبح كاتبا مشهورا وصحفيا معروفا.

انتقل هرتزل إلى فرنسا عام 1891 ومكنه من ذلك دعوة مجلة (neue Freie Press) له ليكون مراسلها في باريس فوافق، وقد كان لذهابه إلى باريس الأثر البالغ في حياته.

عندما ذهب إلى باريس بدأت في فرنسا حركة اللاسامية عام 1892 وقد فجرتها فضيحة قناة بنما التي ظهر اضطهاد اليهود فيها جليا. ثم حدثت بعد ذلك قضية دريفوس التي كانت أحد أهم العوامل التي جعلته يركز اهتمامه على المسألة اليهودية. وفي أثناء وجوده في باريس كتب كتابه الشهير الدولة اليهودية، الذي بين فيه أهم آرائه في أسباب اللاسامية، ونتائجها، والحل في علاج هذه المشكلة، وقد دعا في هذا الكتاب إلى إنشاء دولة يهودية متكاملة في فلسطين أو الأرجنتين وقال عن فلسطين: "هي وطننا التاريخي الذي لا ينسى وسحر الاسم سيجذب اليهود إليها".

وقد أثر هذا الكتاب تأثيرا بالغا في اليهود الشرقيين حتى أنهم كانوا ينظرون إلى هرتزل على أنه المسيح المنتظر إلا أنه لم يؤثر في يهود الغرب، وكان الكتاب بداية الحركة الصهيونية السياسية، وقد أخذ هرتزل بعدها في توحيد كلمة اليهود وجمع التبرعات لتحقيق أهدافه وآرائه التي جاءت بالكتاب، وقد استطاع عقد مؤتمر صهيوني وذلك في بازل بسويسرا عام 1897 ذلك المؤتمر الذي قال عنه هرتزل: "لو أنني أردت أن ألخص أعمال هذا المؤتمر في كلمة -وسأحرص على ألا تنشر هذه الكلمة- فإنها ستكون كما يلي: في بازل كونت أو أسست الدولة اليهودية...".

وفي هذا المؤتمر انتخب رئيسا للمؤتمر وللجمعية الصهيونية وتم تصميم العلم، واختيار النشيد الوطني لليهود.

سعى هرتزل إلى أخذ تأييد من إحدى الدول الكبرى لمشروعه حتى يضمن إقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين، وفي سبيل ذلك استطاع هرتزل أن يقابل القيصر الألماني مرتين وعرض عليه القضية اليهودية ووجهة نظره فيها وأظهر له القيصر الألماني التأييد لكنه لم يعطه الوعد الذي كان يريده.

كما استطاع هرتزل أن يقابل السلطان العثمان عبد الحميد الثاني وعرض عليه الأمر إلا أن السلطان العثماني كان يعلم الأهداف الخفية التي وراء هرتزل، فرفض بشدة عرض هرتزل بكل مغرياته.

ثم توجه هرتزل بعد ذلك دون يأس إلى الفاتيكان يريد منها تأييدا لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ولكن البابا لم يعطه هذا التأييد، ورفض طلب هرتزل رفضا باتا.

وفي نهاية المطاف استطاع هرتزل أن يحصل من الحكومة البريطانية على موافقة رسمية تسمح لليهود باستيطان أوغندا ولكن اليهود رفضوا.

وكان من رأي هرتزل أن يسكن اليهود أوغندا كوطن مؤقت لتفادي الاضطهاد في أوروبا - خاصة في أوروبا الشرقية - حيث كانت اللاسامية على أشدها، ثم بعد ذلك يمكنهم أن يأخذوا فلسطين واستطاع أن يفرض رأيه على اليهود وشكلت لجنة للذهاب إلى هناك لمعاينة الأرض التي ستكون وطنا لليهود.

وفي هذه الأثناء مات هرتزل .. ولكن بعد أن غير مجرى التاريخ اليهودي الحديث أكثر من أي شخص آخر، وقد كان من أقواله "شعارنا يجب أن يكون فلسطين داود وسليمان". مات هرتزل دون أن يرى ثمرة تعبه، ودون أن يفرح بالوثيقة التي كان يسعى من أجلها ولكن اليهود كافأوه بأن حققوا وصيته بأن يدفن في فلسطين ودفن فيها رفاته عام 1949.

3 comments:

أكون أو لا أكون said...

احسنت احمد... السيره جاءت بشكل تفصيلي ممتع وممتاز...
بوست مهم جدا...

يعني اجداد الهباب طلعوا مسيح...؟ و لم يكن يهوديا اباَ عن جد... هههههههه غريبه... المعروف عنهم لايقبلون يهوديا معتنق للدين... لانهم يؤمنون بان اليهودي يجب ان يكون يهودي من من الاصول... وليس بالاختيار...

yusri said...

السلام عليكم
اشكرك على الطرح المميز
لي طلب اسوقه بكل لطف هلا امددتنا بجملة المراجع التي استقيت منها هذه المعلومات
و شكرا مجددا

Anonymous said...

بجد بجد سيرة يحتذى بها